فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.مناسبة الآية لما قبلها:

.قال البقاعي:

ولما أكثر لهم من إقامة الأدلة على وحدانيته، وختمها بهذا الدليل المحسوس الذي معناه أن كل شريك وكل ابن يدرك شريكه وأباه، وهو متناه عن أن يدركه، أي يحيط به أحد، ناسب أن يعظهم ويمدح الأدلة حثًا على تدبرها، وجعل ذلك على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم إشارة إلى أنه- لنور قلبه وكمال عقله وصفاء لبه وغزارة علمه وشريف أخلاقه واستقامة غرائزه وبُعد مدى همته عن أن ينسب إلى جور أو يرمى بعناد- حقيق بأن يقول بعد إقامتها من غير تلعثم تقريرًا لأمر دعوته بعد تقرير المطالب العالية الإلهية: {قد جاءكم}.
ولما كانت الآيات- لقوتها وجلالتها التي أشار إليها تذكير الفعل- توجب المعرفة فتكون سببًا لانكشاف الحقائق الذي هو كالنور في جلاء المحسوسات، قال:. أي أنوار هي لقلوبكم بمنزلة الضياء المحسوس لعيونكم {من ربكم} أي المحسن إليكم بكل إحسان، فلا إحسان أصلًا لغيره عندكم، فاصعدوا عن النظر بالأبصار إلى الاعتبار بالبصائر، ولا تهبطوا في حضيض التقليد إلى أن تصلوا إلى حد لا تفهمون معه إلا ما يحس بالأبصار بل ترقوا في أوج المعرفة إلى سماوات الاجتهاد وجرّدوا لقطاع الطريق صوارم البصائر، فإنكم إن رضيتم بالدون لم تضروا إلا أنفسكم، وإن نافستم في المعالي فإياها نفعتم.
ولذلك سبب عن هذا النور الباهر والسر الظاهر قوله: {فمن أبصر} أي عمل بالأدلة {فلنفسه} أي خاصة إبصاره لأنه خلصها من الضلال المؤدي إلى الهلاك {ومن عمي} أي لم يهتد بالأدلة {فعليها} أي خاصة عماه لأنه يضل فيعطب.
ولما كان المعنى أنه ليس لي ولا لغيري من إبصاره شيء ينقصه شيئًا، ولا علي ولا غيري شيء من عماه، كان التقدير: فإنما أنا بشير ونذير، عطف عليه قوله: {وما أنا} وأشار إلى أن حق الآدمي التواضع وإسلام الجبروت والقهر لله بأداة الاستعلاء فقال: {عليكم} وأغرق في النفي بقوله: {بحفيظ} أي أقودكم قسرًا إلى ما ينجيكم، وأمنعكم قهرًا مما يرديكم. اهـ.

.قال الفخر:

اعلم أنه تعالى لما قرر هذه البيانات الظاهرة، والدلائل القاهرة في هذه المطالب العالية الشريفة الإلهية- عاد إلى تقرير أمر الدعوى والتبليغ والرسالة فقال: {قَدْ جَاءكُمْ بَصَائِرُ مِن رَّبّكُمْ} والبصائر جمع البصيرة، وكما أن البصر اسم للإدراك التام الكامل الحاصل بالعين التي في الرأس، فالبصيرة اسم للإدراك التام الحاصل في القلب.
قال تعالى: {بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} [القيامة: 14] أي له من نفسه معرفة تامة، وأراد بقوله: {قَدْ جَاءكُمْ بَصَائِرُ مِن رَّبّكُمْ} الآيات المتقدمة، وهي في أنفسها ليست بصائر إلا أنها لقوتها وجلالتها توجب البصائر لمن عرفها، ووقف على حقائقها، فلما كانت هذه الآيات أسبابًا لحصول البصائر.
سميت هذه الآيات أنفسها بالبصائر، والمقصود من هذه الآية بيان ما يتعلق بالرسول وما لا يتعلق به.
أما القسم الأول: وهو الذي يتعلق بالرسول، فهو الدعوة إلى الدين الحق، وتبليغ الدلالة والبينات فيها، وهو أنه عليه السلام ما قصر في تبليغها وإيضاحها وإزالة الشبهات عنها، وهو المراد من قوله: {قَدْ جَاءكُمْ بَصَائِرُ مِن رَّبّكُمْ}.
وأما القسم الثاني: وهو الذي لا يتعلق بالرسول، فإقدامهم على الإيمان وترك الكفر، فإن هذا لا يتعلق بالرسول، بل يتعلق باختيارهم، ونفعه وضره عائد إليهم، والمعنى من أبصر الحق وآمن فلنفسه أبصر، وإياها نفع، ومن عمي عنه فعلى نفسه عمي وإياها ضر بالعمى {وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} احفظ أعمالكم وأجازيكم عليها.
إنما أنا منذر والله هو الحفيظ عليكم. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ} أي آيات وبراهين يُبْصَر بها ويُستدَلّ؛ جمع بصيرة وهي الدّلالة.
قال الشاعر:
جاءوا بصائرهُم على أكتافهم ** وبصيرتي يَعْدُو بها عَتَدٌ وَآي

يعني بالبصيرة الحجة البينة الظاهرة.
ووصف الدلالة بالمجيء لتفخيم شأنها؛ إذ كانت بمنزلة الغائب المتوقع حضوره للنفس؛ كما يقال: جاءت العافية وقد انصرف المرض، وأقبل السعود وأدبر النحوس. اهـ.

.قال أبو حيان:

{قد جاءكم بصائر من ربكم}.
هذا وارد على لسان الرسول لقوله آخره: {وما أنا عليكم بحفيظ} والبصيرة نور القلب الذي يستبصر به كما أن البصر نور العين الذي به تبصرأي جاءكم من الوحي والتنبيه بما يجوز على الله تعالى وما لا يجوز ما هو للقلوب كالبصائر قاله الزمخشري، وقال ابن عطية: البصيرة هي ما ينقب عن تحصيل العقل للأشياء المنظور فيها بالاعتبار فكأنه قال: قد جاءكم في القرآن والآيات طرائق إبصار الحق والمعينة عليه والبصيرة للقلب مستعارة من إبصار العين، وقال الحوفي: البصيرة الحجة البينة الظاهرة كما قال تعالى: {ادعوا إلى الله على بصيرة} {بل الإنسان على نفسه بصيرة} وقال الكلبي: البصائر آيات القرآن التي فيها الإيضاح والبينات والتنبيه على ما يجوز عليه وعلى ما يستحيل وإسناد المجيء إلى البصائر مجاز لتفخيم شأنها إذا كانت بمنزلة الغائب المتوقع حضوره كما يقال جاءت العافية. اهـ.

.قال الخازن:

قوله تعالى: {قد جاءكم بصائر من ربكم}.
البصائر: جمع البصيرة، وهي الدلالة التي توجب البصر بالشيء والعلم به.
والمعنى: قد جاءكم القرآن الذي فيه البيان والحجج التي تبصرون بها الهدى من الضلالة والحق من الباطل.
وقيل: إن الآيات والبراهين ليست في أنفسها بصائر إلا أنها لقوّتها توجب البصائر لمن عرفها ووقف على حقائقها فلما كانت هذه الآيات والحجج والبراهين أسبابًا لحصول البصائر سميت بصائر. اهـ.

.قال أبو السعود:

وقوله تعالى: {قَدْ جَاءكُمْ بَصَائِرُ مِن رَّبّكُمْ} استئناف وارد على لسان النبي عليه الصلاة والسلام، والبصائرُ جمعُ بصيرةٍ وهي النورُ الذي به تستبصِرُ النفسُ كما أن البصرَ نورٌ به تبصِرُ العين، والمرادُ بها الآيةُ الواردةُ هاهنا أو جميعُ الآيةِ المنتظمةِ لها انتظامًا أوليًا، ومن لابتداء الغايةِ مجازًا سواءٌ تعلقت بجاء أو بمحذوف هو صفةٌ لبصائرُ، والتعرضُ لعنوان الربوبيةِ مع الإضافة إلى ضمير المخاطبين لإظهار كمالِ اللطفِ بهم أي قد جاءكم من جهة مالككم ومبلِّغِكم إلى كمالكم اللائقِ بكم من الوحي الناطقِ بالحق والصوابِ ما هو كالبصائر للقلوب أو قد جاءكم بصائرُ كائنةٌ من ربكم. اهـ.

.قال الألوسي:

{قَدْ جَاءكُمْ بَصَائِرُ مِن رَّبّكُمْ} استئناف وارد على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم فقل مقدرة كما قاله بعض المحققين.
والبصائر جمع بصيرة وهي للقلب كالبصر للعين، والمراد بها الآيات الواردة هاهنا أو جميع الآيات ويدخل ما ذكر دخولًا أوليًا، و{مِنْ} لابتداء الغاية مجازًا وهي متعلقة بجاء أو بمحذوف وقع صفة لبصائر، والتعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضمير المخاطبين لإظهار كمال اللطف بهم أي قد جاءكم من جهة مالككم ومبلغكم إلى كمالكم اللائق بكم من الوحي الناطق بالحق والصواب ما هو كالبصائر للقلوب أو قد جاءكم بصائر كائنة من ربكم. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ} هذا انتقال من محاجّة المشركين، وإثبات الوحدانيّة لله بالربوبيّة من قوله: {إنّ الله فالق الحبّ والنَّوى} إلى قوله: {وهو اللّطيف الخبير} [الأنعام: 95 103].
فاستؤنف الكلام بتوجيه خطابٍ للنّبيء عليه الصّلاة والسّلام مقولٍ لفعلِ أمر بالقول في أوّل الجملة، حُذف على الشّائع من حذف القول للقرينة في قوله: {وما أنا عليكم بحفيظ} [الأنعام: 104].
ومناسبة وقوع هذا الاستئناف عقب الكلام المسوق إليهم من الله تعالى أنّه كالتّوقيف والشّرح والفذلكة للكلام السّابق فيقدر: قُل يا محمّد قد جاءكم بصائر.
وبصائر جمع بصيرة، والبصيرة: العقل الّذي تظهر به المعاني والحقائق، كما أنّ البصر إدراك العين الّذي تتجلّى به الأجسام، وأطلقت البصائر على ما هو سبب فيها.
وإسناد المجيء إلى البصائر استعارة للحصول في عقولهم، شُبّه بمجيء شيء كان غائبًا، تنويهًا بشأن ما حصل عندهم بأنّه كالشّيء الغائب المتوقَّع مجيئه كقوله تعالى: {جاء الحقّ وزهق الباطل} [الإسراء: 81].
وخلو فعل جاء عن علامة التّأنيث مع أنّ فاعله جمعُ مؤنّث لأنّ الفعل المسند إلى جمع تكسير مطلقًا أو جمع مؤنّث يجوز اقترانه بتاء التّأنيث وخلوُّه عنها.
و(من) ابتدائيّة تتعلّق بجاء أو صفة ل.، وقد جعل خطاب الله بها بمنزلة ابتداء السّير من جَانبه تعالى، وهو منزّه عن المكان والزّمان، فالابتداء مجاز لغوي، أو هو مجاز بالحذف بتقدير: مِن إرادةِ ربّكم.
والمقصود التّنويه بهذه التّعاليم والذّكريات الّتي بها البصائر، والحثّ على العمل بها، لأنّها مسداة إليهم ممّن لا يقع في هديه خلل ولا خطأ، مع ما في ذكر الربّ وإضافته من تربية المهابة وتقوية داعي العمل بهذه البصائر.
ولذلك فرّع عليه قوله: {فمن أبصر فلنفسه}، أي فلا عذر لكم في الاستمرار على الضّلال بعد هذه البصائر، ولا فائدة لغيركم فيها. اهـ.

.فصل في أحكام هذه الآية:

قال الفخر:
وهي أربعة ذكرها القاضي: فالأول: الغرض بهذه البصائر أن ينتفع بها اختيارًا استحق بها الثواب لا أن يحمل عليها أو يلجأ إليها، لأن ذلك يبطل هذا الغرض.
والثاني: أنه تعالى إنما دلنا وبين لنا منافع، وأغراض المنافع تعود إلينا لا لمنافع تعود إلى الله تعالى.
والثالث: أن المرء بعدوله عن النظر والتدبر يضر بنفسه، ولم يؤت إلا من قبله لا من قبل ربه.
والرابع: أنه متمكن من الأمرين، فلذلك قال: {فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِىَ فَعَلَيْهَا} قال: وفيه إبطال قول المجبرة في المخلوق، وفي أنه تعالى يكلف بلا قدرة.
واعلم أنه متى شرعت المعتزلة في الحكمة والفلسفة والأمر والنهي، فلا طريق فيه إلا معارضته بسؤال الداعي فإنه يهدم كل ما يذكرونه.
والمراد من الإبصار هاهنا العلم، ومن العمي الجهل، ونظيره قوله تعال: {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} [الحج: 46]. اهـ. بتصرف يسير.

.قال الفخر:

قال المفسرون قوله: {فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِىَ فَعَلَيْهَا} معناه لا آخذكم بالإيمان أخذ الحفيظ عليكم والوكيل.
قالوا: وهذا إنما كان قبل الأمر بالقتال، فلما أمر بالقتال صار حفيظًا عليهم، ومنهم من يقول آية القتال ناسخة لهذه الآية، وهو بعيد فكأن هؤلاء المفسرين مشغوفون بتكثير النسخ من غير حاجة إليه، والحق ما تقرره أصحاب أصول الفقه إن الأصل عدم النسخ، فوجب السعي في تقليله بقدر الإمكان. اهـ.

.قال القرطبي:

{فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ}.
الإبصار: هو الإدراك بحاسة البصر؛ أي فمن استدل وتعرّف فنفسه نفع.
{وَمَنْ عَمِيَ} لم يستدل، فصار بمنزلة الأعمى؛ فعلى نفسه يعود ضرر عماه.
{وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} أي لم أومر بحفظكم على أن تهلكوا أنفسكم.
وقيل: أي لا أحفظكم من عذاب الله.
وقيل: {بِحَفِيظٍ} برقيب؛ أحصِي عليكم أعمالكم، وإنما أنا رسول أبلّغكم رسالات ربّي، وهو الحفيظ عليكم لا يخفى عليه شيء من أفعالكم.
قال الزجاج: نزل هذا قبل فرض القتال، ثم أمر أن يمنعهم بالسيف من عبادة الأوثان. اهـ.

.قال الخازن:

{فمن أبصر} يعني فمن عرف الآيات واهتدى بها إلى الحق {فلنفسه} يعني فلنفسه أبصر ولها عمل لأنه يعود نفع ذلك عليه {ومن عمي} يعني ومن جهل ولم يعرف الآيات ولم يستدل بها إلى الطريق {فعليها} يعني فعلى نفسه عمى ولها ضر وكان وبال ذلك العمى عليه لأن الله تعالى غني عن خلقه {وما أنا عليكم بحفيظ} يعني وما أنا عليكم برقيب أحصي عليكم أعمالكم وأفعالكم إنما أنا رسول من ربكم إليكم أبلغكم ما أرسلت به إليكم والله هو الحفيظ عليكم لا يخفى عليه شيء من أعمالكم وأحوالكم.
وقيل معناه لا أقدر أن أدفع عنكم ما يريده الله بكم وقيل معناه لست آخذكم بالإيمان أخذ الحفيظ الوكيل وهذا كان قبل الأمر بقتال المشركين فعلى هذا القول تكون الآية منسوخة بآيات السيف وعلى القول الأول ليست منسوخة والله أعلم. اهـ.

.قال أبو حيان:

{فمن أبصر فلنفسه} أي فالإبصار لنفسه أي نفعه وثمرته.
{ومن عمي فعليها} أي فالعمى عليها أي فجدوى العمى عائد على نفسه والإبصار والعمى كنايتان عن الهدى والضلال، والمعنى أن ثمرة الهدى والضلال إنما هي للمهتدي والضال لأنه تعالى غني عن خلقه، وهي من الكنايات الحسنة لما ذكر البصائر أعقبها تعالى بالإبصار والعمى وهذه مطابقة، وقدره الزمخشري {فمن أبصر} الحق وآمن {فلنفسه} أبصر وإيّاها نفع {ومن عمي} عنه فعلى نفسه عمي والذي قدرناه من المصدر أولى وهو فالإبصار والعمى لوجهين: أحدهما: أن المحذوف يكون مفردًا لا جملة ويكون الجار والمجرور عمدة لا فضلة، وفي تقديره هو المحذوف جملة والجار والمجرور فضلة، والثاني: وهو أقوى وذلك أنه لو كان التقدير فعلًا لم تدخل الفاء سواء كانت من شرطًا أم موصولة مشبهة بالشرط لأن الفعل الماضي إذا لم يكن دعاء ولا جامدًا ووقع جواب شرط أو خبر مبتدأ مشبه باسم الشرط لم تدخل الفاء في جواب الشرط ولا في خبر المبتدأ، لو قلت: من جاءني فأكرمته لم يجز بخلاف تقديرنا فإنه لابد فيه من الفاء ولا يجوز حذفها إلا في الشعر وقال أبو عبد الله الرازي: البصيرة اسم الإدراك التام الحاصل في القلب والآيات المتقدمة ليست في أنفسها بصائر إلا أنها لقوتها وجلائها توجب البصائر لمن عرفها، فلما كانت أسبابًا لحصول البصائر سميت بصائر.
{وما أنا عليكم بحفيظ} أي برقيب أحصر أعمالكم أو بوكيل آخذكم بالإيمان أو بحافظكم من عذاب الله أو برب أجازيكم أو بشاهد أقوال رابعها للحسن وخامسها للزجاج، وقال الزمخشري: {بحفيظ} أحفظ أعمالكم وأجازيكم عليها إنما أنا منذر والله هو الحفيظ عليكم.
انتهى، وهو بسط قول الحسن، وقال ابن عطية: كان قبل ظهور الإسلام ثم بعد ذلك كان حفيظًا على العالم آخذًا لهم بالإسلام والسيف. اهـ.